تحت الرعاية الملكية السامية، تنطلق في السابعة من مساء يوم الأربعاء السادس والعشرين من شهر تموز الحالي، فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون في دورته السابعة والثلاثين، التي ستقام في المدينة الأثرية في جرش، وفي مدينة عمان وبعض المحافظات، خلال الفترة ما بين 26 تموز وحتى 5 آب، تحت شعار «ويستمر الفرح».
اوبريت استعراضي
وسيحتضن المسرح الشمالي لمدينة جرش الاثرية، فعاليات حفل افتتاح المهرجان بتقديم «اوبريت غنائي استعراضي»، يحكي قصة جراسيا عبر التاريخ، والأوبريت من كلمات الكاتب والروائي مفلح العدوان، وتلحين الموسيقار طلال أبو الراغب، توزيع أحمد رامي، إخراج لينا التل، وتصميم وتنفيذ الرقصات رانيا قمحاوي، والتأليف الموسيقي والألحان والتوزيع طلال أبو الراغب، ومساعد مخرج مهند النوافلة، وغناء الفنانين الأردنيين وهم، جهاد سركيس، رامي شفيق، غادة عباسي، قمر بدوان، عدي النبر، مرثينا مجدي، فيما العمل الفني، من إنتاج مهرجان جرش للثقافة والفنون.
بدوره نوه الكاتب والروائي مفلح العدوان في تصريح لـ «الدستور»، بانه يأتي اختيار عنوان افتتاح مهرجان جرش تحت ثيمة «نهر الذهب» في إطار استلهام التاريخ والتراث الثري لمدينة جرش، كحاضنة حضارية عريقة عبر كل العصور التي مرت عليها، هذا التاريخ الذي مر على مدينة جرش، انعكس على ذاكرتها وعمرانها ومعالمها وكل تفاصيل سيرة المكان والإنسان فيها، وبناء على كل هذا فإن فلسفة كتابة وتقديم حفل الافتتاح انطلقت من ملامسة هذا المخزون التاريخي والأسطوري انطلاقت من التكوين الأول بعناصره البكر المنبثقة من التراب والماء والهواء والنار، إننا هنا نستنهض كل تلك المحمولات لتكون عتبة البدء، مدخلا لمفاتيح بوابات العصور التي مرت على جرش حيث العصر الإغريقي، والروماني، والبيزنطي، وصولا إلى دخول المسيحية، والفتوحات الإسلامية.
ولفت الكاتب العدوان الى ان ثمة شخوصا ورموزا تعبر عن هذا التاريخ، والتي ما زالت مسمياتها متعلقة بالمدينة وحاضرة عبر معالمها، كما في شخصيات اسطورية كزيوس، وأرتيمس، وأخرى تاريخية كشخصية الامبراطور هادريان، والشاعر أرابيوس، والشاعر عرار، والقائد شرحبيل بن حسنة، ومجاميع تجسد الجوقة الإغريقية، وأخرى يحضر فيها أهل جرش عبر الزمان والمكان، وإن التعامل مع التاريخ والأسطورة، وظلال مكان بمهابة مدينة جرش، يحتاج إلى لفة رشيقة، فيها شعرية، تصلح للغناء، وبجماليات تعبر عن سحر هذا المكان، وهذا ما راعيته في الكتابة ليكون المنتج النهائي، مع فريق مبدع في الاخراج والموسيقى والغناء والرقص، كلها تشكل وحدة متكاملة لتجسيد هذا العمل، وبث الروح المعبرة، ليكون العرض يليق بمهرجان جرش، ومدينة جرش الملهمة واللافتة.
أهم كتابتي
وقال الكاتب العدوان «هذا العمل ، احد أهم أهداف كتابتي والتي استحضرتها ليعبر عنها افتتاح جرش، وهي القيم التي تشكل عناوين كبرى لجرش عبر التاريخ، وهي التسامح، والمحبة، والفن، والثقافة، والتعايش، والبناء، واستمرارية الحضور الفاعل والجمالي على مدار كل العصور التي مرت على جرش، وتم استثمار اسم جرش، وتقلباته على مر الزمان، كجراسيا، والمدينة الواقعة على نهر الذهب، وجرشو، الى ان استقرت على تسمية جرش التي هي عليه الآن».
ونوه الكاتب العدوان بان هناك مقطعا يمكن أن يعبر عن روح نص الافتتاح ولغته وأفكاره، وهنا أجتزيء مباركة زيوس الذي يحضر في الكتابات القديمة، كونه الأب لأرتيمس التي تعتبر راعية وحامية مدينة جرش. ها هو يلقي بظلال محبته واحتفائه بمدينة جرش، وأمره بالتئام عناصر التراب والماء والهواء والنار فيها، حيث يقول كلمته الفصل، وتبدأ مواسم الفرح والحياة والحضارة فيها: زيوس: مباركةٌ أنتِ يا جرشْ..
وَلْتَحُفُّكِ الحياةُ بصفاءِ مائِها، ودفءِ نارِها، وطيبِ ترابِها، ونسيمِ رياحِها..
تَحميكِ الكواكبُ والنجومُ..
نورٌ من أمامك..
نور من ورائك..
وعن يمينَكِ وعن يساركِ نورْ..
ولتَكُنِ المحبةُ قدرك، وهالة حولَكِ..
مباركةٌ أنتِ في الأرضِ..
مباركةٌ أنتِ في السماءْ!!.